الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

اخبار النجوم والفناخبار الفن و الفنانين › باسل الخطيب: «مريم» عن الحياة والحب فى زمن الموت

صورة الخبر: مشهد من فيلم «مريم»
مشهد من فيلم «مريم»

يحمل فيلم «مريم»، الذى يعرض فى مهرجان الإسكندرية السينمائى بحسب مخرجه باسل الطيب، إسقاطات سياسية على الواقع المرير الذى تعيشه بلاده حاليا، ورغم أنه اسم لسيدة واحدة، لكن الحقيقة أنهن ثلاث سيدات فى أزمنة مختلفة يعشن ظروفا صعبة.
باسل الخطيب أكد خلال عرض فيلمه فى مهرجان وهران السينمائى بالجزائر، وفاز بجائزته الكبرى أن السينمائيين السوريين لا يزالون يملكون القدرة على الإبداع حتى اليوم. وكان الفيلم قد واجه مشاكل عدة، بينها استبعاده من المشاركة فى مهرجان دبى السينمائى بدورته الأخيرة، كما يبحث حاليا عن فرصة لعرضه بمصر، وفى الحوار التالى يتحدث باسل عن فيلمه.
• لماذا وصفت فيلم «مريم» أنه عن الحياة فى زمن الموت؟
ـ الفيلم يتناول مصير ثلاث نساء سوريات، كل واحدة اسمها مريم، تعيش فى حقبة زمنية مختلفة، وتواجه حربا تهدد كيانها ووجودها، وهذه الحرب تأتى بأوجه مختلفة، ليست عسكرية فقط، بل منها ما هو اجتماعى وأخلاقى، وكل واحدة منهن بطلة من بطلات الفيلم؛ ورغم حالة الموات والخراب التى تحيط بها، تبقى متمسكة حتى النهاية بما كانت الحياة قد منحته لها مثل القدرة على الحب والتضحية واختيار مصيرها، ومن هنا فالفيلم فى جانبه الرئيسى يحكى عن الحياة والموت وهما الثنائية الأزلية.
• وهل اسم «مريم» يحمل دلالة خاصة؟
ـ بالتأكيد له دلالاته، ففى اللغة السريانية القديمة اسم «مريم» يعنى السيدة المعلمة، بالإضافة إلى أنه موجود فى كل الأديان السماوية وله وقع خاص ومؤثر، فمريم يحمل فى ثناياه الكثير من معانى الألم والمعاناة، وفى ذات الوقت الكثير من معانى الحب والتضحية، والفيلم يهتم بشكل مباشر بالحرب الدائرة فى سوريا اليوم.
• كيف يأتى هذا والفيلم جزء من أحداثه فى عامى 1918 و1967؟
ـ حتى ولو أن جزءا من أحداثه يدور فى هذين العامين إلا أنه يحمل اسقاطا على التاريخ المعاصر ولا يزال الكثير من شهود هذه الأحداث على قيد الحياة، وحتى فى الدراما التاريخية التى قدمتها سابقا فإن الدافع لم يكن متعلقا فقط بموقف تجاه التاريخ بل بموقف تجاه الحاضر والمستقبل، ومع الأسف المشكلة تكمن فى أننا ننسى دائما أو نتناسى من نحن وما هو تاريخنا وإلى أين ننتمى وإلى أين نمضى.
• ولكن ما هو منبع فكرة الفيلم؟
ـ أجمل ما فى السينما هى اللحظة التى يعثر فيها السينمائى على فكرته المنشودة، والتى تشبه البرهة الخاطفة لإشعال شرارة الفيلم، وقد جاءت الفكرة بعد أن قرأت عن حادثة وقعت فى مدينة القدس مطلع القرن العشرين حول فتاة صغيرة صوتها عذب كانت تتهيأ لتغنى فى احتفال يقام فى دار والدها، لكن حادثا مؤسفا يقع فتحترق الفتاة وتقضى نحبها، فهذه الفتاة كانت تتهيأ لحياة سعيدة ورغيدة ولكن جاء ما لا يحمد عقباه.
• الأزمنة الثلاث فى الفيلم كل منها ذو أهمية تاريخية وهى 1918 و1967 والوقت الحاضر.. هل هذا يحمل دلالة خاصة؟
ـ اختيار هذه الأزمنة مرتبط بشكل مباشر بمغزى الفيلم وما تعبر عنه الشخصيات، فعام 1918 يمثل نهاية الحرب العالمية الأولى وانسحاب العثمانيين من بلاد الشام بعد احتلال دام 4 قرون وبداية دخول قوات الحلفاء إليها، وفى هذه الفترة كانت بلاد الشام تواجه مستقبلا غامضا والكثير من التجاذبات السياسية والاجتماعية حول المستقبل الذى تواجهه، وهى مرحلة أسهمت فى وجودنا اليوم بما نحن عليه؛ أما نكسة 1967 فكانت نكبة جديدة بعد 1948 ولم تكن تتمثل فى حجم الهزائم والخسائر العسكرية على الأرض وسقوط المزيد من الأراضى العربية تحت الاحتلال الإسرائيلى، بل فى تلك الهزيمة التى أصابت عمق وجدان وضمير الإنسان العربى، ويكفى أن نلقى نظرة على أهم إنتاجات الأدب والسينما التى تلت 1967 لنتلمس فيها آثار هذ الهزيمة النفسية، التى ساهمت بدورها فى تشكيل مختلف للوعى العام؛ فى حين أن الزمن الأخير عام 2013، حيث تعيش مريم ـ سلاف فواخرجى ـ لحظة قرار مصيرى، وتختار أن تتمسك بالحفاظ على ذاكرتها وأقرب الناس إليها رغم كل ما تواجهه.
• وما حقيقة استبعاد الفيلم من المشاركة فى مهرجان دبى السينمائى الدولى سابقا؟
ـ مهرجان دبى السينمائى لم يستبعد مريم وحده، بل استبعد كل الأفلام السورية التى تم انتاجها فى المؤسسة العامة للسينما التابعة لوزارة الثقافة السورية، وهذا القرار جاء بناء على ضغوط سياسية وفى اللحظات الأخيرة بعد أن كان قد تم الإعلان عن مشاركة الأفلام الرسمية، وحُددت مواعيد العروض وأرسلت الدعوات للمشاركين فيها، وأحب أن أصرح لك بأن أحد المسؤولين فى المهرجان أعرب لى عن خيبته الشديدة جراء هذا القرار، مؤكدا أن المهرجان فقد الكثير لعدم عرض هذه الأفلام، وصدقينى أنا لم أهتم كثيرا لأنى كنت على يقين بأن فرصا كثيرة تنتظره فى المستقبل، وهذا ما أوضحته الأيام لاحقا، ففى فبراير الماضى حصل على الجائزة الكبرى فى مهرجان الداخلة بالمغرب، وتم افتتاحه أوروبيا بنجاح كبير فى مدينة لاهاى بهولندا وسط حضور عربى وأوروبى لافت.
• لكن الاستبعاد جاء بدعوى أن مواقف صانعيه جاءت منفصلة عن الواقع السورى؟
ـ فى الحقيقة هذا الأمر هو ما أثار استيائى حقا، وقد جاء هذا التوصيف فى بيان المهرجان، فكيف يمكن لأحد لا يمت بصلة للواقع السورى أن يطلق أحكاما مشابهة ضد أشخاص اختاروا مواجهة الموت والبقاء والعيش والعمل فى عمق هذا الواقع؟.. أشخاص رفضوا أن يغادروا وطنهم ويهربوا للخارج ليظهروا على هيئة فنانين مضطهدين لا أحد يأبه بهم؛ إن ادارة أى مهرجان سينمائى لها الصلاحية فى قبول أو رفض أى فيلم ولكن من غير المسموح لها إطلاق تصريحات تمس الجانب الوطنى والأخلاقى لأى مخرج.
• كيف استطعتم عرض الفيلم فى سوريا وسط الأجواء المضطربة التى تشهدها البلاد.. وما أثر ذلك على الإيرادات؟
ـ لم يكن موضوع الإيرادات من أولوياتنا، فالأمر اليوم لا يتعلق بهذا الجانب، والقضية أكبر من أننا أنجزنا فيلما ونريد أن نعرضه لنسترد أموالنا، فافتتاح الفيلم وعرضه فى دمشق يمثل رسالة واضحة مغزاها أننا لا نزال موجودين، وعملنا يمثل المعنى الحقيقى لوجودنا، وفى الحقيقة افتتاح الفيلم كان مؤثرا للغاية.
• وماذا عن العرض فى مصر؟
ـ أرجو أن نتمكن فى وقت قريب من ترتيب افتتاح للفيلم فى مصر واطلاقه فى دور العرض، وحاليا تجرى اتصالات بهذا الشأن، فالعرض فى مصر يعنينى كثيرا.

المصدر: الشروق

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على باسل الخطيب: «مريم» عن الحياة والحب فى زمن الموت

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
18616

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة