يضم آخر أباريق الأمويين .. أكبر متحف للمسلمين بقلب القاهرة

افتتح الرئيس مبارك مؤخرا المتحف الإسلامي بعد تطويره والذي يعد الأكبر من نوعه عالميا، ويقع بميدان باب الخلق بوسط القاهرة، وبداخله ذخائر الفنون الإسلامية من شتى بقاع الأرض على مر العصور.

وقال محمد عباس مدير المتحف لـ"محيط" يعتبر هذا المتحف هو أكبر المتاحف التي تضم آثار وتحف تمثل فنون وحضارة العالم الإسلامي، ابتداءا من القرن الأول الهجري والسابع الميلادي وحتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي. وجميع التحف الموجودة به تمثل تحف من الخزف، الزجاج، الأعواج الخشببية، وكل ما هو له صلة بالحياة اليومية في العصر الإسلامي، والحياة العلمية أيضا؛ حيث يضم المتحف أدوات طب وجراحة ومخطوطات للتشريح والأعشاب. ويوجد أيضا أقسام مختصة بالنسيج والسجاد، وأقسام أخرى تمثل التحف المعدنية والحلي والمجوهرات والأسلحة وغيرها، وكل ما يتعلق بالحياة اليومية والحضارة الإسلامية.



وقد أهدى كل من وزير الثقافة المصري فاروق حسني والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار زاهي حواس للرئيس مبارك درع المتحف المصنوع من البلاتين والذي يصور واجهة المتحف الاسلامي التي تعتبر من أهم معالم العمارة الاسلامية في القاهرة.

أما تكلفة ترميم وتطوير المتحف فبلغت 85 مليون جنيه، واستغرق التطوير أكثر من ثمان سنوات منذ عام 2003، والمتحف يفتح أبوابه للزوار بدءا من الساعة التاسعة صباحا، وحتى الخامسة عصرا.

يقول مدير المتحف : وضع حجر أثاث المتحف في 28 ديسمبر عام 1903، وكان اسمه آنذاك "دار الآثار العربية"، وقد تم تجميع كل هذه التحف في الإيوان الشرقي من جامع الحاكم. وفي عام 1952 تم تغيير اسمه إلى متحف الفن الإسلامي؛ لأن القطع الأثرية التي يضمها لم تكن عربية فقط، بل تمتد لبلاد أخرى بداية بسمرقند وحتى الأندلس.



ويصل عدد القطع الأثرية الموجودة به إلى ما يزيد عن تسعين ألف قطعة، تم عرض ألفي قطعة فقط، وهم القطع الأساسية في المتحف، والتي تمثل الجانب الجمالي إلى جانب الفائدة أو الناحية العلمية التي تدل عليها التحفة سواء كانت من المخطوطات أو من المواد الأخرى.

أما عن طول مدة التطوير فسببها أن المبنى أثري مر عليه أكثر من مائة عام ويسجل كأثر، فكان لابد من تقوية المبنى وترميمه، ولذلك بدأت مرحلة إعداد السيناريو وتوزيع التحف في القاعات والتي استغرقت حوالي عام؛ حيث تغير تخطيط المتحف عن التطوير السابق، فمن الجانب الأيمن من الباب الرئيسي للمتحف – من شارع بورسعيد – يقسم الفن الإسلامي في مصر إلى عصور، بداية بالعصر الأموي والعباسي والطولوني ثم العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي والعثر العثماني في مصر.

والجانب الأيسر يجد فيه الزائر الفن الإسلامي في تركيا في العصر الإسلامي، أو الفن الإسلامي في بلاد فارس. ثم قاعات نوعية لنسيج السجاد وللخط والكتابات والألوان والأضواء، وقاعات لكل ما له علاقة بالمياة في العصر الإسلامي كالنافورات وغيرها، ويوجد أيضا قاعة للعلوم والهندسة في العصر الإسلامي، وأخرى خاصة بالطب في العصر الإسلامي وهي أصغر قاعة من قاعات المتحف الخمس وعشرون.

وأشار محمد عباس إلى أن أهم شيء حدث في مرحلة التطوير الأخيرة هو فكرة الأرض التي أنشيء عليها مبنى إداري يضم ثلاثة طوابق، نقلت إليه المكتبة، وقاعة للمحاضرات، وقاعة لقسم الترميم بأكمله في الطابق الثالث، وهذا المبنى ساعد على توسيع المتحف من الداخل واستغلاله للعرض المتحفي، والتخزين العلمي للتحف الأثرية.

رحلة الزوار

أما سامي عباس المسئول بإدارة المعلومات بالمتحف فقال لـ"محيط" أن قاعات العرض مقسمة إلى جزئين؛ الأول يدخل الزائر فيه من الباب الرئيسي، ثم يبدأ التحرك فيه بترتيب العصور، بداية بالعصر الأموي، ثم العباسي، والطولوني، ثم يدخل ثلاث قاعات للعصر الفاطمي. ويتوجه بعد ذلك إلى قاعة العصر الأيوبي، ثم يدخل ثلاث قاعات للعصر المملوكي، وفي آخر الردهة يصل إلى قاعة العصر العثماني.

بعد ذلك يتحرك السائح أو الزائر لقاعة الطب التي تضم مخطوطات طبية، وأدوات جراحة، ومكاييل وموازين وكل ما له علاقة بالطب والجراحة في العصور المختلفة. تليها قاعة كبيرة تنقسم إلى جانب للمياه والحدائق


وتعرض فيها المشربيات، والنافورة والسلسبيل، وأساليب الحدائق العامة سواء في قرطاجة أو أسبانيا وغيرهم. وتأتي بعدها قاعة النسيج والسجاد، ثم قاعة الخط والكتابات، وينتهي السائح بجزء بلاد فارس "إيران والعراق" والذي يعرض قطع خزفية ومعادن، وقطع من النسيج والسجاد.

وفي الجزء الثاني من المتحف، أو ناحية الشمال يوجد قسم ألوان وأضواء، وفي الجهه اليمنى يوجد قاعة الهندسة، ووفي الواجهة قاعة الخط التي تحمل خطوطا عديدة من شتى العصور، يخرج منه السائح لقاعة النسيج، ثم قاعة كتابات وشواهد القبور، وقاعة الفن الجنائزي التي تضم توابيت ومصاحف، وأشياء لها علاقة بالفنون الجنائزية والتي تعد بمثابة مجمع أديان. كما يوجد بالمتحف قاعة المالتيميديا، وهي قاعة عرض تشرح تاريخ المتحف للسائحين.


أبرز المقتنيات

من بين القطع المعروضة في المتحف أبريق آخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد، وهو مصنوع من البرونز، ويبلغ ارتفاعه 41 سنتمتر، وقطره 28 سنتمترا، ويعود لسنة 132 هجرية، ويعد هذا الأبريق من أهم مقتنيات المتحف الاسلامي، عثر عليه بالقرب من مقبرة مروان ابن محمد الواقعة بجانب مدينة بني سويف.

ومن مقتنيات المتحف سيف طومانباي، وفاترينة مجمعة تضم معادن وزجاج، ويوجد أيضا سجاجيد صلاة تركية، وفي الردة يوجد قاعة كتاب أو يقولون البعض أنها قاعة استقبال.

يوجد أيضا مصحف أموي من القرن الثالث الهجري وهو من أقدم القطع الموجودة بالمتحف، وباب مرصع بالفضة، ومجموعة مصاحف أخرى صنعت من مياة الذهب، وبوصلة لتحديد اتجاه القبلة، كما يوجد تابوت الحسين.

المصدر: محيط / ريهام محمود